في عالمنا اليوم، حيث تنتشر الصور والمنشورات مع كل عمل خير، تُصبح العودة إلى سُنة النبي ﷺ في الصدقة السرية تذكرة ثمينة.
فلماذا كان رسول الله يفضل الصدقة في الخفاء؟ وما هي الدروس التي يمكن أن نتعلمها من هذا التوجه النبوي؟
قال تعالى:
﴿إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ ۖ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ﴾
[البقرة: 271]
هذا النص القرآني يُشير إلى أن الصدقة في السرّ خيرٌ وأزكى، وأنها طريق للتطهير النفسي والتزكية الخالصة لله دون رياء.
كان النبي ﷺ يُفضّل أن يُنفق دون أن يعلم أحد.
بل وحثّ على أن يكون العطاء خفيًا لدرجة أن “لا تعلم شماله ما تنفق يمينه”.
ومن الأحاديث النبوية:
“سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله… ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه.”
[رواه البخاري ومسلم]
عندما تكون الصدقة بين العبد وربه فقط، يرتقي الإخلاص، ويتلاشى حب الظهور.
الصَّدَقة السرية تُحافظ على مشاعر الفقير وتمنعه من الحرج أو الشعور بالنقص أمام الآخرين.
الرياء آفة تُحبط الأجر، والصدقة العلنية قد تكون مدخلًا للشيطان. لكن في السر، لا مجال للتفاخر.
الصدقة السرية لها أثر عجيب في دفع البلاء وجلب الرزق، دون أن يعلم بها أحد.
أحيانًا يكون في إعلان الصدقة تشجيعٌ للغير وتحفيزٌ على فعل الخير.
لكن حتى في هذه الحالة، يجب أن يكون الدافع الإلهام لا الاستعراض، وأن تبقى النية لله خالصة.
في عصر المشاركة واللايكات، تذكّر أن الله يرى ولو لم يرَ الناس.
اجعل لك صدقات لا يعلمها أحد — ولو قليلة — فربما تكون هي المنجية.
تبنَّى عادة “الصدقة اليومية السرية” واجعلها عادة بينك وبين الله فقط.
النبي ﷺ لم يكن يطلب الثناء أو التصفيق، بل كان يُعلّمنا أن الخير الحقيقي هو ما كان لله وحده.
فلنقتدِ به في صدقاتنا، ولنجعل من عطائنا نورًا يُخفيه الناس، ويُباركه الله.
روابط مدونات تهمك:
فضل صدقة الخفاء
التبرع: قوة العطاء التي تغير الحياة وتحسن المجتمع