يثبت الذكاء الاصطناعي يوماً بعد يوم قدرته المتنامية على حل مشكلات مجتمعية معقدة، ويبرز تأثيره الإيجابي في قطاع التعليم، حيث تم توظيف أدواته الحديثة لتذليل العقبات التي تواجه الطلبة من أصحاب الهمم، خصوصاً فئة الصم والبكم. هذه التقنيات لم تعد مجرد حلول نظرية، بل أصبحت أدوات عملية تُحدث فرقاً «بكبسة زر».
أكدت وزارة التربية والتعليم في الإمارات أهمية إزالة جميع المعوقات أمام أصحاب الهمم، مشيرة إلى مشروعها الوطني الذي يستهدف تمكين طلبة الصم والبكم من التواصل الفعال داخل المجتمع المدرسي وخارجه. يرتكز المشروع على تقنيات ذكاء اصطناعي تقوم بترجمة لغة الإشارة إلى كلمات منطوقة ومسموعة، بما يعزز اندماج هذه الفئة في المنظومة التعليمية.
كشفت فاطمة الحمادي، مسؤولة التعلم الذكي في الوزارة، عن تبني الوزارة تقنية ذكية جديدة تقوم على تحويل لغة الإشارة إلى كلمات منطوقة عبر جهاز مدعوم بالذكاء الاصطناعي. وقد انطلق المشروع من حالة الطالبة “عفراء”، وهي من طالبات الدمج في المرحلة الأولى وتعاني صعوبة في التواصل. تم استنساخ صوتها وصورتها باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، لتُستخدم في ترجمة إشاراتها إلى نصوص واضحة ومفهومة.
أشارت الحمادي إلى أنه تم تفعيل هذه التقنية بشكل تجريبي في مدرستين، ولاحظت الوزارة نتائج إيجابية دفعتها نحو تعميم التجربة على جميع المدارس الحكومية في الدولة، ضمن خطة طموحة لتطبيق التعليم الدامج.
اتفق عدد من التربويين مثل ريما عبدالله وأحمد حسين وموهب مراد، على أن هذه التقنية تمثل نقلة نوعية، حيث تسمح بتحليل الإشارات وتحويلها إلى صوت بشكل فوري، ما يُغني عن الحاجة لمترجم لغة الإشارة داخل الفصل. كما أشار معلمون آخرون إلى أن استخدام الكاميرات وأجهزة الاستشعار ساعد بشكل كبير في دقة الترجمة، خاصة في الحالات المعقدة.
أشاد عدد من أولياء الأمور – منهم نادية منصور، وسعيد عبدالله، وعلياء حسين – بالتأثير الإيجابي للتقنية على أبنائهم. وأكدوا أنهم لاحظوا تطوراً واضحاً في قدرة أطفالهم على التفاعل والمشاركة داخل الفصل ومع المجتمع الخارجي، ما خفف من عبء الاعتماد على مترجم دائم وساهم في رفع مستوى استقلالية الأطفال.
رغم النجاحات، أكد بعض خبراء التربية الخاصة وجود تحديات تتعلق بكلفة التقنية، ودقة الترجمة في بعض الإشارات المعقدة أو العاطفية، إضافة إلى تفاوت مستويات تعلم لغة الإشارة بين الأفراد. كما حذروا من الاعتماد المفرط على التكنولوجيا، مما قد يؤدي إلى تقليص التفاعل الإنساني المباشر.
أشارت إحدى مديرات المدارس التي شاركت في المرحلة التجريبية، إلى أن التقنية ساهمت في إحداث تكامل حقيقي بين الطلاب، حيث لم يعد الطالب الصم بحاجة إلى جلسات منفصلة أو مترجم خاص، بل أصبح قادراً على متابعة الحصص والتفاعل معها بشكل فوري.
اختتم الخبير الدكتور محمد عبد الظاهر بقوله إن الذكاء الاصطناعي يمثل أحد أعمدة التحول الحديث، ونجح في إزالة الحواجز اللغوية التي كانت تعيق تواصل الصم مع المجتمع. وأكد أن هذه التقنيات فتحت آفاقاً تعليمية جديدة، ورغم التحديات التقنية والمالية، إلا أن المستقبل يحمل مزيداً من التحسينات التي تجعل الفصول الدراسية أكثر شمولية وإنصافاً.
ساهم تطبيق آي خير في جمع قسم كبير من هذة التبرعات دون اقتطاع أي مبالغ منها كي تصل تبرعاتكم إلى مستحقيها بكل أمانة وشفافية
روابط مدونات تهمك:
فضل صدقة الخفاء
التبرع: قوة العطاء التي تغير الحياة وتحسن المجتمع